إلى هنا والأمور لا علاقة لها بالمرض ، فمتى قلل الإنسان من النخالة وتدخل في المكونات الأساسيّة كتصفية الحبوب نخالتها وتجريدها من تلك المكونات بهدف إيجاد أصناف أخرى كالطحين الأبيض الذي يدخل في صناعة كثير من المعجّنات والحلويات ، وهو خالٍ من العناصر الأساسيّة الضرورية لأنه منخول ، ويعشقه الناس لأنه خفيف ويساهم في مظهر الكعك المنفوخ والطري ، ومضاف إليه محليات كالسكر والمربّى والكريما ، كما يدخل في صنع الفطائر والبيتزا وغيرها من أصناف الطعام سريع الصنع والمشروبات الغازية التي يهوى تناولها الناس في كل مكان في العالم ولاسيما بعد أن أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في انتشاره على مستوى واسع ، فهذا الامتزاج في الهويات الثقافية من نتائج العولمة، وقدرة الشركات الكبرى على ولوج عالمنا من أوسع أبوابه بل وقدرتها على الوصول لأي مستخدم لديه أجهزة رقمية ، وهنا يكمن الخطر ليس في خطورة المأكولات و مضارها بل في كل جانب من جوانب حياتنا ، مما يتطلب مراقبة هذا التطور التكنولوجي والاستفادة من منافعه والبعد عن مضاره .